لم يكن أحد يتخيل أن "براد بيت" و"إنجيلينا جولي" من
الممكن أن يشاهدا في شوارع "بيفرلي هيلز" يركضان، وعلى ملامحهما كل هذا
الرعب.
لم يكد الشيخ يصل حتى حديقة قصرهما المنيف، ويتحدث معهما نيابة عن الجهة
التي أرسلته؛ كي يحدثهما عن الإسلام، في محاولة توازي ما تصطنعه الحركات التبشيرية
للديانات الأخرى. حتى حدثت الكارثة.
ابتل السروال، وارتعشت لحية الرجل الكثة، وشعر برعب آخر، لو ظن الناس على
قلتهم إنه واحد ممن كانوا وراء تفجيرات
سبتمبر المقدسة.
كان الدم يحن حقا وصدقا ويقينا، فلقد تصادف أن مصري كان يمر بالجوار، فاصطحبه
مشكورا إلى بيته الصغير على أطراف الولاية في سيارته المتواضعة. وبطول الطريق
والحوار عن هذه الجهة التي سعت لأن تبشر بالإسلام ولماذا الآن.
أندهش الشيخ، فربما يستطيع أن يبرر سلوك النجمين المباغت والجارح، لكن هذا
المصري المسلم لِم ينقم عليه أن يبشر؟
قدم له الغداء، وتحسبا للسؤال التقليدي أقسم إنه حلال، والخنزير ومشتقاته
لا يدخل هنا. وإن زجاجة البيرة المشبرة التي خرجت للتو من الثلاجة منزوعة الكحول.
كان المصري المغترب يراقب عن بعد الطريقة التي يأكل بها الشيخ، يأكل بنهم
يكشف عن جوع طاعن. بيد أن تفاصيل جسده كانت تقول أن الرجل يرى في الأكل هوايته المحببة.
ولأن المصري قد تأمْرَّك أو يكاد، تخلص سريعا من العبارات العاطفية التي تركها
خلفه وسأله مباشرة أين أنت من جوعوا تصحوا؟ ولاسيما أن الكرش بأي حال لم يكن سُنة
مؤكدة.
جدال عقيم وبلا أي فائدة كاد أن يدفع المصري أن يركض هو الآخر. لم يستطع
للحظة أن يقنعه أن الإسلام موجود بالقوة والفعل، لكن المسلمين خارج الزمن. فلا
الهيئة التي أتى بها إلى هنا ستسعفه. ولا المنقول عنا من أخبار كفيل بزحزحة الصورة
الكاريكاتورية للعربي المسلم.